Gahzali

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Gahzali

منتدى عائلة الغزالي


    ????داء العشق????

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 18328
    تاريخ التسجيل : 14/02/2009

    ????داء العشق????  Empty ????داء العشق????

    مُساهمة  Admin الخميس يونيو 10, 2021 3:30 pm

    💔داء العشق💔

    قيل وكُتِبَ الكثير عن هذا الموضوع والخلاصة:

    قيل إن لكل داء دواء، وقيل إن الحب كظاهرة مرَضِيَّة هو داء أيضًا ويحتاح إلى دواء، ودواؤه أو علاجه الحب نفسه.. فحين يكون الرجل مجنونًا بامرأة فليس سواها من يشفيه من جنونه.. وحين تكون المرأة مجنونة برجل، فهو وحده يستطيع إرواء غليلها وإعادتها إلى العقل والرشد.. ولكن هناك من يخفي حبه، لأسباب عديدة، خاصة الرجل رغم تلميحاته للمرأة التي يحبها بشتى الوسائل ومنها الشعر والخواطر وكتابة القصة.... الخ
    أما العشق، الذي يعتبره البعض أعلى مراحل الحب، فهو شكل مفرط من أشكال المحبة.. وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحب على أنه أسمى عاطفة يتحلى بها الإنسان، فقد اعتُبِرَ العشق -عند الكثيرين وعلى مر العصور- حالة مَرَضية تحدث نتيجةً للمغالاة الشديدة في الحب، الأمر الذي يتسبب في حصول آثار سلبية على شخصية العاشق تتمثل في بعضها باضطرابات جسمية، أو سلوكية، والتي كثيرًا ما تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب الحماقات والتصرفات غير العقلانية، والتي تترك آثارًا سلبية خطيرة على صحة العاشق وحياته ومستقبله قد تمتد لفترات زمنية طويلة.. وأفضل وأنجع علاج للعشق، كما أجمع الأطباء العرب المسلمون الذين تحدثوا عن داء العشق، هو الجمع بين العاشق والمعشوق وذلك على نحو تبيحه الشريعة..
    وخير دليل في هذه القصة:

    «كان احد أقارب حاكم جرجان مريضًا بمرض حارَ الأطباءُ في تشخيصه فاستدعي له ابن سينا. ومن فوره لاحظ هذا الطبيب الحاذق أن المريض شاب تبدو عليه علامات الضنى. ففحصه فحصًا دقيقًا، لكنه لم يشاهد عليه أي أعراض تفسر ضعفه الشديد. وهنا لجأ الشيخ الرئيس إلى توجه آخر في جعبته كان هو اختصاصيًّا فيه في زمنه. وربما كان من أوائل اختصاصييه العلميين على مر الأزمان... لجأ إلى ما يسمى اليوم العلاج النفسي: سأل أن يؤتى إلى مستوصفه بعمدة المنطقة.

    وسأل العمدة أن يعد أمامه أحياء المدينة ومناطقها. وفي الوقت الذي كان العمدة يستجيب إلى ذلك الطلب مدهوشًا وقد خُيِّل إليه ان الطبيب قد جن. كان ابن سينا ممسكًا نبض المريض. ولسوف يشرح ابن سينا الأمر لاحقًا حيث لاحظ أنه في كل مرة كان فيها العمدة يأتي على ذكر محلة معينة بالمدينة، كان نبض المريض يزداد حدة وحركة.

    بل كان يصل الى مستوى مدهش. وعند ذلك واصل الطبيب مسعاه طالبًا من العمدة أن يعدد البيوتات وأسماء أصحابها في تلك المحلة نفسها ففعل. ولما وصل العمدة إلى ذكر اسم بيت معين، تفاقم نبض الشاب بشكل عجيب، إذ ذاك طلب ابن سينا من العمدة أن يذكر أسماء أهل البيت، ففعل العمدة ذلك وقد ازدادت دهشته حتى وصل إلى اسم بنت من أهل البيت.
    وهنا ما أن ذكر اسم هذه البنت حتى انتفض الشاب مضطربًا، بحيث أن ابن سينا لم يعد بحاجة إلى الإمساك بنبضه. بل ابتسم ابتسامة عريضة وهو يقول: إن مرض هذا الشاب هو الغرام، وأن شفاءه عند ذلك البيت وعند تلك الفتاة. وبالفعل حل العمدة المسألة وزوجهما وشفي المريض.

    في باب مخصص للعشق في كتاب ابن سينا «الشفاء» تأكيد موارب لهذه الحكاية، إذ يقول المؤلف: «لقد أصبح من الممكن التوصل إلى معرفة المعشوق إذا أصر العاشق على عدم الكشف عنه. وهذا الكشف هو إحدى طرق العلاج». يضيف ابن سينا «لقد جربت هذه الطريقة مرارًا وتكرارًا... جربنا ذلك بأنفسنا وتوصلنا الى معرفة معلومات مفيدة».

    ولا غرابة أن نقول: إن ابن سينا كان من أكبر وأهم المجددين في عالم الطب على مر العصور. من هنا لم يكن من المدهش والغريب ان يظل «القانون» وهو أحد أهم وأشهر كتبه في هذا المجال بالإضافة إلى «الشفاء»، وإلى زمن قريب الكتاب المعتمد في تدريس الطب، ثم خصوصًا الطب النفسي في جامعات أوروبا اللاتينية. بل إن اسم الكتاب صار على مر الزمان مصطلحًا معتمدًا
    في مجاله..

    أما عن رأي الشرع في الحب والعشق، فيكفينا الآن ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا قال: “يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله ﷺ: لم نر للمتحابين غير النكاح”.. أما التفاصيل فسنبحثها في لقاء آخر بإذن الله تعالى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أكتوبر 25, 2024 3:28 am