مشروع لرسم خارطة التغيرات الجينية المسببة للسرطان
مازن النجار
أطلق باحثون أميركيون مؤخرا مشروعا رائدا لرصد التغيرات الجينية الصغيرة المسببة للسرطان، مما قد يؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تستهدف بدقة السرطان ومسبباته.
ويأمل فريق البحث أن يمكنهم إنجاز هذا المشروع من تكرار النجاحات التي حققتها علاجات سرطان مثل هيرسيبتين، الذي يستهدف نوعا معينا من سرطان الثدي، وعقار غليفيك، الذي حقق ثورة في علاج سرطان الدم النخاعي.
وكان العلماء منذ زمن قد اكتشفوا أن السرطان مرض وراثي (جيني) تسببه طفرات أو تغيرات في الحمض النووي للخلايا DNA. ولكن حتى الآن لم يقم أحد بتحليل نظامي لكل الطفرات الجينية في مختلف الأورام السرطانية. وذلك هو الهدف الذي يسعى إليه المعهد القومي للسرطان ومعهد أبحاث الجينوم البشري من وراء إطلاق مشروع "أطلس جينوم السرطان".
وكلمة "سرطان" تنسحب على نطاق واسع من الأمراض المختلفة يصل إلى 200 مرض، وهو ثاني مسببات الوفاة في البلاد الصناعية، بعد أمراض القلب والشرايين. وقد تمكنت العلاجات الحديثة من الحفاظ على حياة 60% من المرضى لمدد متوسطها 5 سنوات بعد التشخيص المبدئي.
وما يدعى سرطان الرئة أو سرطان الثدي هو تعبير فضفاض عن أورام تنشأ بسبب اختلالات وراثية (جينية). لذلك، تأمل السلطات الطبية الأميركية في أن يحقق مشروع "أطلس جينوم السرطان" التقدم الضروري كي يصبح السرطان حالة مزمنة لكن يمكن التعاطي معها بما لا يجعلها مسببة للمعاناة والوفاة كما كانت دائما.
ولم يقرر الباحثون بعد أي أنواع السرطان التي سيبدؤون بفك شفرتها، ولكنهم ينوون البدء بعدد صغير منها. وسيحتاج العلماء في هذا المشروع إلى مئات العينات من مئات المصابين بأنواع السرطانات المختارة للبحث. ثم سيستخدمون خارطة الجينوم البشري التي أنجزها معهد أبحاث الجينوم في سعيهم لاكتشاف التغيرات الجينية التي تميز كل سرطان.
يذكر أن هناك بالفعل عددا من الطفرات الجينية المعروفة مسبقا والمسببة للسرطان، وتعرف بـ oncogenes، أي الجينات المسببة للسرطان. ومن أشهرها BRCA1 وBRCA2 المسببان لسرطان الثدي وبعض حالات سرطان المبيض، وجين p53 المرتبط بكثير من مختلف الأورام، وجينEGFR المتصل ببعض حالات سرطان الرئة.
ويتوقع الباحثون أن يكون هناك الكثير جدا من هذه الجينات، فما هو معروف منها ليس سوى قمة جبل الجليد، فهناك عدد لا يحصى من التغيرات الجينية.
كما يأملون أن يؤدي إنجاز المشروع إلى إعفاء أطباء السرطان من عبء تتبع الجينات واحدا إثر الآخر، مما يتيح لهم الاهتمام بوظائف مختلف الجينات، وأي الجينات ينبغي استهدافه بالعلاج. وستيسر الاختبارات الجينية للأطباء بتحديد ما إذا كانت العلاجات المستخدمة ضد نوع من السرطان يفيد في علاج أنواع أخرى.
ــــــــــــــ
الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة
مازن النجار
أطلق باحثون أميركيون مؤخرا مشروعا رائدا لرصد التغيرات الجينية الصغيرة المسببة للسرطان، مما قد يؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تستهدف بدقة السرطان ومسبباته.
ويأمل فريق البحث أن يمكنهم إنجاز هذا المشروع من تكرار النجاحات التي حققتها علاجات سرطان مثل هيرسيبتين، الذي يستهدف نوعا معينا من سرطان الثدي، وعقار غليفيك، الذي حقق ثورة في علاج سرطان الدم النخاعي.
وكان العلماء منذ زمن قد اكتشفوا أن السرطان مرض وراثي (جيني) تسببه طفرات أو تغيرات في الحمض النووي للخلايا DNA. ولكن حتى الآن لم يقم أحد بتحليل نظامي لكل الطفرات الجينية في مختلف الأورام السرطانية. وذلك هو الهدف الذي يسعى إليه المعهد القومي للسرطان ومعهد أبحاث الجينوم البشري من وراء إطلاق مشروع "أطلس جينوم السرطان".
وكلمة "سرطان" تنسحب على نطاق واسع من الأمراض المختلفة يصل إلى 200 مرض، وهو ثاني مسببات الوفاة في البلاد الصناعية، بعد أمراض القلب والشرايين. وقد تمكنت العلاجات الحديثة من الحفاظ على حياة 60% من المرضى لمدد متوسطها 5 سنوات بعد التشخيص المبدئي.
وما يدعى سرطان الرئة أو سرطان الثدي هو تعبير فضفاض عن أورام تنشأ بسبب اختلالات وراثية (جينية). لذلك، تأمل السلطات الطبية الأميركية في أن يحقق مشروع "أطلس جينوم السرطان" التقدم الضروري كي يصبح السرطان حالة مزمنة لكن يمكن التعاطي معها بما لا يجعلها مسببة للمعاناة والوفاة كما كانت دائما.
ولم يقرر الباحثون بعد أي أنواع السرطان التي سيبدؤون بفك شفرتها، ولكنهم ينوون البدء بعدد صغير منها. وسيحتاج العلماء في هذا المشروع إلى مئات العينات من مئات المصابين بأنواع السرطانات المختارة للبحث. ثم سيستخدمون خارطة الجينوم البشري التي أنجزها معهد أبحاث الجينوم في سعيهم لاكتشاف التغيرات الجينية التي تميز كل سرطان.
يذكر أن هناك بالفعل عددا من الطفرات الجينية المعروفة مسبقا والمسببة للسرطان، وتعرف بـ oncogenes، أي الجينات المسببة للسرطان. ومن أشهرها BRCA1 وBRCA2 المسببان لسرطان الثدي وبعض حالات سرطان المبيض، وجين p53 المرتبط بكثير من مختلف الأورام، وجينEGFR المتصل ببعض حالات سرطان الرئة.
ويتوقع الباحثون أن يكون هناك الكثير جدا من هذه الجينات، فما هو معروف منها ليس سوى قمة جبل الجليد، فهناك عدد لا يحصى من التغيرات الجينية.
كما يأملون أن يؤدي إنجاز المشروع إلى إعفاء أطباء السرطان من عبء تتبع الجينات واحدا إثر الآخر، مما يتيح لهم الاهتمام بوظائف مختلف الجينات، وأي الجينات ينبغي استهدافه بالعلاج. وستيسر الاختبارات الجينية للأطباء بتحديد ما إذا كانت العلاجات المستخدمة ضد نوع من السرطان يفيد في علاج أنواع أخرى.
ــــــــــــــ
الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة