بكتيريا في التربة تعمل كمضادات للاكتئاب
مازن النجار
أفادت دراسة طبية جديدة بوجود نوع من البكتيريا الصديقة في التربة، يؤثر على الدماغ بطريقة مشابهة للعقاقير المضادة للاكتئاب.
وقال باحثون بريطانيون من جامعة بريستول ويونيفرسيتي كوليج لندن إن "بكتيريا صديقة" -شائعة الوجود في التربة- تقوم بتنشيط خلايا الدماغ لإنتاج مادة السيروتونين الكيميائية بالدماغ بدلت سلوك الفئران على نحو مماثل لمضادات الاكتئاب.
ويرى الباحثون أن ذلك قد يفسر لماذا يؤدي اختلال النظام المناعي لدى بعض الناس إلى جعلهم أكثر تعرضا لاضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
تنشيط خلايا الدماغ
وبحسب فريق البحث تساعد هذه الدراسات العلماء على فهم الكيفية التي يتواصل بها البدن مع الدماغ، وأسباب أهمية جهاز المناعة السليم في المحافظة على الصحة العقلية.
وجاء هذا الاهتمام بهذا المشروع عندما علم الفريق أن مرضى السرطان الذين عولجوا بـ"متفطرة فاكاي البكتيرية" قد أظهروا تحسنا في نوعية حياتهم، فتوقع أن سبب ذلك وجود بكتيريا نشطت خلايا الدماغ لإطلاق مزيد من السيروتونين.
وعندما عالجوا فئران المختبر ببكتيريا "متفطرة فاكاي"، وجد الباحثون أن البكتيريا قد نشطت مجموعة معينة من خلايا الدماغ العصبية المنتجة للسيروتونين -في منطقة ما بين الحُزيمات في نواة الرفاء الظهري بالدماغ- لدى الفئران.
وقد توصلوا إلى هذه النتيجة بقياس كمية (c-Fos) في هذه المنطقة، وهو مؤشر بيوكيميائي يشير وجوده إلى حالة نشاط لدى الخلايا العصبية المنتجة للسيروتونين.
وظائف السيروتونين
والمعلوم أن السيروتونين، الذي يعرف اختصارا بـ(5-HT)، يوجد أيضا في الأمعاء والدماغ والأعصاب ودم البشر والحيوانات. وهناك 14 مستقبلا مختلفا مرتبطا بالسيروتونين، بحيث يعمل كل منها لخاصية مختلفة من خصائص هذا المرسال الكيميائي متعدد الوظائف.
وبعيدا عن نطاق الأعمال الفارماكولوجية، يقوم السيروتونين بتقييد الأوعية الدموية، وإرسال الرسائل بين خلايا الدماغ وضمن الجهاز العصبي المركزي، وتنظيم إفراز العصارة الهضمية، ويساعد في السيطرة على حركة الطعام عبر الأمعاء.
وتحتاج أعضاء الدماغ والجسم المختلفة إلى مستويات مختلفة أيضا من السيروتونين. ففي الدماغ مثلا، يحتاج وطاء الدماغ المتوسط hypothalamus (المسؤول عن تنظيم المزاج) إلى كثير من السيروتونين، أما لحاء الدماغ cortex، (المسؤول عن عدة عمليات مركبة كالتفكير والذاكرة والوعي)، فيحتاج للقليل من السيروتونين.
آليات التوازن
وينظم الدماغ توازن مستويات السيروتونين بواسطة ثلاث آليات. إحداها إطلاق السيروتونين، والأخرى تثبيط عملية إنتاجه لدى إفرازه في الفراغ المشبكي بين نهايات الأعصاب، والثالثة هي امتصاصه.
ويرتبط انخفاض مستويات السيروتونين بعدد من الاضطرابات العصبية، بما فيها العدوانية، والقلق، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطبية، واضطراب الأمعاء، والألم الليفي العضلي.
تعمل مضادات الاكتئاب بزيادة مستويات السيروتونين في مناطق معينة من الدماغ. أحد أصنافها، يدعي مثبطات مونوأمين أوكسيديس (MAO)، وهو يخفض قدرة الدماغ على تثبيط السيروتونين الحر (السائب). ويدعى صنف آخر مثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRI)، ويعمل على إبطاء عملية الامتصاص.
أما البكتيريا الصديقة موضوع هذه الدراسة فيبدو أن لها تأثير الصنف الثالث من مضادات الاكتئاب، فهي تقوم بزيادة إطلاق كميات السيروتونين.
المصدر: الجزيرة
مازن النجار
أفادت دراسة طبية جديدة بوجود نوع من البكتيريا الصديقة في التربة، يؤثر على الدماغ بطريقة مشابهة للعقاقير المضادة للاكتئاب.
وقال باحثون بريطانيون من جامعة بريستول ويونيفرسيتي كوليج لندن إن "بكتيريا صديقة" -شائعة الوجود في التربة- تقوم بتنشيط خلايا الدماغ لإنتاج مادة السيروتونين الكيميائية بالدماغ بدلت سلوك الفئران على نحو مماثل لمضادات الاكتئاب.
ويرى الباحثون أن ذلك قد يفسر لماذا يؤدي اختلال النظام المناعي لدى بعض الناس إلى جعلهم أكثر تعرضا لاضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
تنشيط خلايا الدماغ
وبحسب فريق البحث تساعد هذه الدراسات العلماء على فهم الكيفية التي يتواصل بها البدن مع الدماغ، وأسباب أهمية جهاز المناعة السليم في المحافظة على الصحة العقلية.
وجاء هذا الاهتمام بهذا المشروع عندما علم الفريق أن مرضى السرطان الذين عولجوا بـ"متفطرة فاكاي البكتيرية" قد أظهروا تحسنا في نوعية حياتهم، فتوقع أن سبب ذلك وجود بكتيريا نشطت خلايا الدماغ لإطلاق مزيد من السيروتونين.
وعندما عالجوا فئران المختبر ببكتيريا "متفطرة فاكاي"، وجد الباحثون أن البكتيريا قد نشطت مجموعة معينة من خلايا الدماغ العصبية المنتجة للسيروتونين -في منطقة ما بين الحُزيمات في نواة الرفاء الظهري بالدماغ- لدى الفئران.
وقد توصلوا إلى هذه النتيجة بقياس كمية (c-Fos) في هذه المنطقة، وهو مؤشر بيوكيميائي يشير وجوده إلى حالة نشاط لدى الخلايا العصبية المنتجة للسيروتونين.
وظائف السيروتونين
والمعلوم أن السيروتونين، الذي يعرف اختصارا بـ(5-HT)، يوجد أيضا في الأمعاء والدماغ والأعصاب ودم البشر والحيوانات. وهناك 14 مستقبلا مختلفا مرتبطا بالسيروتونين، بحيث يعمل كل منها لخاصية مختلفة من خصائص هذا المرسال الكيميائي متعدد الوظائف.
وبعيدا عن نطاق الأعمال الفارماكولوجية، يقوم السيروتونين بتقييد الأوعية الدموية، وإرسال الرسائل بين خلايا الدماغ وضمن الجهاز العصبي المركزي، وتنظيم إفراز العصارة الهضمية، ويساعد في السيطرة على حركة الطعام عبر الأمعاء.
وتحتاج أعضاء الدماغ والجسم المختلفة إلى مستويات مختلفة أيضا من السيروتونين. ففي الدماغ مثلا، يحتاج وطاء الدماغ المتوسط hypothalamus (المسؤول عن تنظيم المزاج) إلى كثير من السيروتونين، أما لحاء الدماغ cortex، (المسؤول عن عدة عمليات مركبة كالتفكير والذاكرة والوعي)، فيحتاج للقليل من السيروتونين.
آليات التوازن
وينظم الدماغ توازن مستويات السيروتونين بواسطة ثلاث آليات. إحداها إطلاق السيروتونين، والأخرى تثبيط عملية إنتاجه لدى إفرازه في الفراغ المشبكي بين نهايات الأعصاب، والثالثة هي امتصاصه.
ويرتبط انخفاض مستويات السيروتونين بعدد من الاضطرابات العصبية، بما فيها العدوانية، والقلق، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطبية، واضطراب الأمعاء، والألم الليفي العضلي.
تعمل مضادات الاكتئاب بزيادة مستويات السيروتونين في مناطق معينة من الدماغ. أحد أصنافها، يدعي مثبطات مونوأمين أوكسيديس (MAO)، وهو يخفض قدرة الدماغ على تثبيط السيروتونين الحر (السائب). ويدعى صنف آخر مثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRI)، ويعمل على إبطاء عملية الامتصاص.
أما البكتيريا الصديقة موضوع هذه الدراسة فيبدو أن لها تأثير الصنف الثالث من مضادات الاكتئاب، فهي تقوم بزيادة إطلاق كميات السيروتونين.
المصدر: الجزيرة