أو شرية (بالإنجليزية: Urticaria) هي مرض حساسي جلدي. يحدث عادة نتيجة التعرض لمادة مؤرجة (بالإنجليزية: allergin) مما بسبب آفة جلدية مميزة تسمى اللحبة أو الانتبار الشروي (تتكون لطخات جلدية حمراءمرتفعة عن سطح الجلد شديدة الحكاكة). يكمن أن تحدث هذه الآفة في أي مكان من الجسم بقياسات مختلفة حيث يتراوح نصف قطر اللحبة من 0.5 وقد يصل لمرحلة يغطي فيها كل سطح الجسم.
المنشأ
فيسيولوجيا المرض عدل
تحدث الآفة الجلدية نتيجة رد فعل التهابي في الجلد مسبباً تسرب السائل الخلالي من الشعيرات الدموية إلى الأدمة (الجلد)؛ الأمر الذي يؤدي إلى حدوث وذمة (بالإنجليزية: edema).
يؤدي الالتهاب الحاصل إلى إفراز مادة الهيستامين بالإضافة إلى وسائط التهابية أخرى من الخلايا المتضررة. ويمكن تصنيف التفاعل الالتهابي إلى:
تفاعل التهابي مناعي: يفرز الهيستامين والوسائط الالتهابية من الخلايا البدينة (الخلايا الدقلية)نتيجة ارتباطل المادة المؤرجة بمستقبلات الغلوبينات المناعية IgE على جدارها الخلوي.
تفاعل التهابي غير مناعي: وجود بعض الأدوية والمواد الأخرى يسبب إفراز مادة الهيستامين في غياب الغلوبينات المناعية IgE
الشرية الشمسية: تترافق مع مرض الفرفرين وتحدث نتيجة تفاعل دوائي يؤدي لحصول التفاعل الالتهابي. ترتبط الغلوبينات المناعية IgE بدل IgG بالفيسيولوجيا المرضية.
أنواع الشرى عدل
شرية حادة: وتظهر خلال دقائق من التعرض للمادة المؤرجة ويمكن أن تستمر لأسابيع. عادة ما تكون نتيجة لتعرض الجسم لمواد غذائية مؤرجة كالبيض والسمك. كما تشاهد أحيانا بعد ملامسة الجلد لبعض الصبغات والمواد الكيميائية. وقد وردت بعض الحالات من الشرية عقب التعرض لبعض أنواع البكتيريا والفيروسات.
شرية مزمنة: وتسمى كذلك عند استمرارظهور اللحبة لأكثر من 6 أسابيع متواصلة. لا تختلف اللحبة في أي من الحالتين سوى في مدة استمرار ظهورها. إحدى الدراسات أظهرت أن 50% من حالات الشرية المزمنة استمرت أكثر من سنة وحوالي 20 % من الحالات استمرت فيها الشرية لأكثر من 20 سنة.[1]
شرية محرضة بالدواء: وتسمى كذلك لاقتران حدوثها بتعاطي الدواء الذي يعمل كمؤرج. يسبب هذا النوع من الشرى حدوث قصور قلبي رئوي الأمر الذي قد يؤدي للوفاة في كثير من الأحيان.
من الأدوية التي قد تسبب الشرى لمن هم بعرضة:
سلفونيل يوريا.
أسبرين.
بنسلين.
سلفوناميد (مضاد حيوي)
أدوية الصرع.
كلوتريمازول.
شرية فيزيائية : ويندرج تحتها ما يلي:
شرية مائية (رد فعل من الماء، نادر الحدوث).
شرية حرارية: رد فعل نتيجة التعرض لحرارة.
شرية باردة: رد فعل لدى التعرض للثلج أو الماء البارد.
شرية ضغط: وتحدث في الأماكن التي تتعرض لضعط متواصل لفترات طويلة (أماكن شد الملابس الداخلية، الثياب الضيقة، مكان الحزام (الزنار).
شرية ارتسام جلدي: من أكثر الأنواع شيوعا وتحدث نتيجة حك الجلد.
شرية شمسية.
شرية الأدرينالين: تحدث في حالات فرط إنتاج الأدرينالين وهي شديدة الندرة.
طرق العلاج عدل
خل التفاح هو أفضل علاج لحالات الشرى بشكل عام. يجب أن يؤخذ مرتين في اليوم، عند الاستيقاظ وقبل النوم. مجرد استجدام ملعقة من الخل في كوب من الماء، و استخدامها في صورة تتبيلة السلطة. هذا العلاج الطبيعي لا يحتاج مضادات الهيستامين. الخل يجب أن يكون غير مبستر و لم تتم تصفيتها بحيث تستطيع أن ترى الرواسب في أسفل الزجاجة.
إن الشرى من أكثر الأمراض صعوبة في العلاج وذلك لتعدد مسببات المرض وارتباط فيسيولوجية المرض بعوامل مناعية متعددة وغير مفهومة بشكل كامل، وبما أن المرض في كثير من الحالات مؤقت فإنه قابل للشفاء دون دواء. تنقسم أساليب المعالجة إلى عدة طرق وعادة ما يكون العلاج مزيجا منها جميعاً. وبالرغم من أن المرض يبدو فيزيولوجي المنشأ إلا أن العلاج النفسي مفيد في تسريع العلاج والحد من انتشار المرض. فعلاج إدارة الإجهاد أثبت في كثير من الحالات نجاعته في تسريع الشفاء والحد من فرص احتمال تكرار حدوث المرض.
تحديد العامل المسبب عدل
إن أهم عامل في الحد من المرض والاسراع في الشفاء هو تحديد العامل المسبب له سواء كان المادة المؤرجة أم العامل الفيزيائي المسؤول عن حدوث الشرى. يستطيع الطبيب من خلال القصة المرضية والفحص السريري تحديد لائحة العوامل المسببة للآفة. كما توجد عدة فحوص مخبرية تساهم في تحديد أو استثناء العامل المسبب كاختبار وخز الجلد (بالإنجليزية: skin Prick test) وفحص الأمتصاص الإشعاعي المناعي(بالإنجليزية: RAST)، ولكن نادرا ما يلزم اتستخدام هذه الفحوص المخبرية لتشخيص الشرى.
الأسباب الغذائية عدل
الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً عند البالغين هي من المحار والمكسرات. الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً عند الأطفال هي من المحار، المكسرات، الفول السوداني، البيض، القمح وفول الصويا. من غير المألوف أن يعاني المرضى من نوعين من الحساسية الغذائية الحقيقية. هناك سبب أقل شيوعاً هو التعرض لأنواع معينة من البكتيريا مثل العقدية أو ربما الملوية البوابية.[2]
العلاج الدوائي عدل
مضادات الهيستامين عدل
تعمل أدوية مضادات الهيستامين المستخدمة في علاج الشرى على تعطيل عمل مستقبلات الهيستامين من نوع H1. تتواجد هذه المستقبلات على جدران معظم خلايا الجسم البشري وتكثر على جدران الخلايا البدينة Mast Cell..[3]. استخدام هذا النوع من العقار لا يشفي الآفة ولكنه يحد من توسعها ولذلك هو من الأدوية الوقائية. تؤخذ مضادات الهيستامين فمويا. وأشهر أنواع مضادات الهيستامين هي: ديفينهاندرامين، سيتيرازين، هايدروكسيزين.
يمكن استخدام مضادات إفراز الهيستامين 2 H2-receptor antagonist لأغراض وقائية أو للحد من انتشار الشرية أيضاً.[4]. مضادات إفراز الهيستامين 2 تستخدم لعلاج القرحة الهضمية ولكنها قلما تستعمل في المجال العملي لعلاج الشرية.
ستيرويدات عدل
تستخدم الستيرويدات في حالات الشرية الشديدة وتستخدم بحذر كآخر الحلول نظرا لخطورة وكثرة الأعراض الجانبية المترافقة مع استخدامها. يستخدم البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednislone) أو الهايدروكورتيزون (بالإنجليزية: hydrocorti
أعراض مرض الشرى
تتطور الاصابات خلال دقائق معدودة، وتكون مصحوبة بحكة، وتختفي بعد ساعات دون ترك اثر على تواجدها. تنتقل الاصابات من مكان لاخر. في 50% من الحالات ترافق الاصابات وذمات وعائية (Angioedema) تظهر في الاساس في الجفون او الشفتين.
قد يتورط جهاز التنفس، في الحالات الخطرة والنادرة، مع انسداد مجرى التنفس وانخفاض ضغط الدم، وصولا لخطر على الحياة (Anaphylaxis – تاق).
أسباب وعوامل خطر مرض الشرى
عوامل عديدة قد تكون من اسباب الشرى:
تلوثات: يمكن ان تكون التلوثات سبب الشرى؛ فمن الممكن ان يؤدي تلوث اللوزتين، تجويفات الانف، كيس المرارة، المثانة، الكلى وتلوثات نسائية (gynecologic)، لنوبات حادة ومزمنة. يصاب الاطفال بنوبات حادة على خلفية تلوث بجرثومة عقدية (Streptococcus).
جراثيم: يمكن ان تسبب الجراثيم، مثل جرثومة التهاب الكبد طويل الحضانة (Hepatitis B)، التهاب الكبد الشبيه بالذئبة (Hepatitis C)، او فيروس ابشتاين بارEBV لتطور الشرى. يجب التاكد من عدم وجود تلوثات طفيلية، بالاساس تواجد دود في الجهاز الهضمي.
كذلك، يمكن ان تسبب مواد معينة مستنشقة في الهواء (Inhalants)، مثل المقتضمة المنتسة (Dermatophagoides pteronyssinus)، الريش والخ، اصابة مرضى معينين بالنوبات .
لقد اعلن عن عدة حالات قامت خلالها جرثومة الملوية البوابية (Helicobacter pylori) الموجودة في جهاز الهضم بعلاج الشرى.
اورام: تؤدي اللمفومة وابيضاض الدم، في الاساس، للاصابة بشرى مزمن لدى البالغين، غير ان الامر نادر جدا
كحول: تكون الكحول هي الاخرى، في حالات متباعدة، مسببا للشرى.
تتواجد اضداد ذاتية (موجهة نحو مركبات الجسم) في دم ثلث المرضى المصابين بالحالة المزمنة، ترتبط هذه الاضداد بالمستقبلات الموجودة على سطح الخلايا البدينة، مسببة تنشيطها وافراز الهيستامين، مما يؤدي للشرى.
كانت في 14% من حالات الشرى المزمن، علاقة لاضداد ذاتية اضافية ضد مركبات الغدة الدرقية.
تحفيزات فيزيائية: تتسبب بما يقارب الـ 20% من مجموع حالات الشرى. وتشمل هذه التحفيزات: كتوبية الجلد (Dermatographism)، جهدا بدنيا، ضغطا نفسيا وارتفاعا بدرجة حرارة البيئة، التعرض للبرد، التعرض للماء، التعرض للشمس، ارتعاش (vibration - اهتزاز) سطح الجلد او تشغيل ضغط ميكانيكي.
يمكن ان تظهر الوذمة الوعائية كمرافقة للشرى او كحالة بحد ذاتها. تكون الوذمات الوعائية وراثية او مكتسبة، تحمل احيانا خللا في جزء من الجملة المتممة (Complemen system)، وهي جزء مهم من جهاز المناعة. يؤدي هذا النقص لاطلاق مواد تؤدي لنشوء وذمات صعبة. تتعلق الوذمة الوعائية احيانا باورام عقد اللمفا او سرطان الدم.
ان اسباب الشرى الرئيسية (رد فعل شديد وفوري للحساسية (تاق – Anaphylaxis)) هي ادوية (بالاساس بنسلين - Penicillin)، لسعات النحل واغذية معينة.
تعتبر الادوية المسبب الاكثر انتشارا للمرض، ويشكل البنسلين الدواء الاكثر شهرة وانتشارا بينها؛ ومع ذلك، يجب ان نتذكر ان كل الادوية قادرة على التسبب برد فعل كهذا، مثال على ذلك، الادوية المختلفة المستعملة لعلاج فرط ضغط الدم، كذلك الادوية المضادة للالم، والتي كثيرا ما تؤخذ بدون وصفة طبيب.
غذاء: ان الغذاء هو المسبب الثاني من ناحية انتشاره. ان الشوكولاطة، المحار، البندق، الفستق، الطماطم، التوت، الشمام، الثوم، البصل، الجبن،لحم الخنزير، البهارات والمضافات الغذائية (Food additive)، كلها قادرة على التسبب بنوبات حادة ومتكررة. يتم، لتشخيص المسبب، اتباع نظام غذائي يعتمد على اضافة تدريجية لمركبات الطعام، اضافة مركب واحد فقط كل مرة, لحين اكتشاف المسبب للمشكلة.
تشخيص مرض الشرى
يشمل التشخيص فحص كل العوامل التي ذكرت سابقا، بواسطة: السيرة المرضية المتعلقة بالادوية وعادات التغذية، فحص جسدي شامل، فحوص دم وافرازات، تصوير مقطعي عند الحاجة. توجد حاجة، في الشرى المزمن، لفحص تواجد اضداد في الدم ضد الغدة الدرقية، خصوصا عند عدم تواجد تجاوب جيد للعلاج. يتم تشخيص الشرى الناجم عن ضغط فيزيائي، بواسطة القيام بالتحفيز الملائم وتفحص الطفح الجلدي. يتم تشخيص الوذمة الوعائية الوراثية عن طريق فحوصات لدرجة الجملة المتممة ومركباتها.
تزداد الحاجة للقيام بفحوصات شاملة، كلما طالت مدة الشرى دون اكتشاف المسبب له، وذلك لنفي وجود عوامل نادرة مسببة له.
تبقى الاصابات في مرض الشرى حتى الـ 24 ساعة. وبعد اختفائها تظهر اصابات بمناطق اخرى في الجسم. يجب القيام بفحوصات اخرى، عند بقاء الاصابات ثابتة في نفس الموضع مدة طويلة، والاخذ بعين الاعتبار القيام باختزاع (biopsy) من مكان الاصابة.
علاج مرض الشرى
ان علاج الشرى الافضل، اذا عرف المسبب المحدد للمرض، يكون عن طريق الامتناع عن التعرض لهذا المسبب.
اذا لم يكن المسبب معروفا، خصوصا في الحالة المزمنة، يمكن ان نعالج المرض بمساعدة ادوية مضادة للهيستامين وقت النوبة، او لفترة مستمرة اكثر. في الحالات الصعبة، خصوصا الوذمة الوعائية، تتم اضافة علاج ستيرويدي (steroid). يتم علاج المريض، في حالة التاق، بواسطة حقن الادرينالين تحت الجلد، وبعد ذلك ابقاؤه في المستشفى لتلقي علاج داعم يناسب حالته.